بين الاستقلال والتكامل الاقتصادي

د. محمد الصياد* باستثناء فلسطين المحتلة وحفنة صغيرة من الدول الجزرية، فإن العالم قد انتقل عملياً منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية في 1945، من مرحلة الاستعمار المباشر للدول إلى مرحلة الاستقلال السياسي الكامل. لكن، ونتيجة للبنية الفوقية التي أنتجها النظام الدولي الجديد (لما بعد الحرب)، شكلاً ومضموناً، فقد نتج عن ذلك (من الناحية العملية) ظهور وتبلور وترسخ منظومة اقتصادية عالمية قطبها الولايات المتحدة الأمريكية، وفي فلكها تدور بقية الدول في عملية اقتصادية هرمونية، تبدو تكاملية، لكنها في جوهرها غير متوازنة. وعلى ذلك، تبدو السياسات الاقتصادية العالمية، التجارية والمالية والنقدية، إما أنها مستوحاة